لن أقولَ ياحبيبتي..فلستِ مثل الباقي..بل أنتِ فوق الكلماتِ

shams_is_here@ymail.com

Thursday, June 9, 2011

ينحني لتقبيلهما

ينحني لتقبيلهما


ماسكاً تلك الآلة التي من خلالها يتنقل بين تلك القناة و تلك ! غير مبالي بما هو يتحرك بداخل التلفاز من فيلم سينمائى مثير .. أو رقصة شرقيه من امرأة تهز القلوب
J أو حركة همجية من فنان كوميدي سخيف ! أو برنامج رياضي لإعلامي كبير حاصل على شهادة الإعداديه بتقدير إمتياز J .. ينظر ولكنه لا يُبصر إلا بما يدور في ذهنه من أحداث اليوم .. وعقبات الماضي . وزوايا المستقبل !

تذكر هذا اليوم . وذاك .. وذاك .. أحس بانتفاضه من داخله تدعوه (كفى)! فانتفض وضغط علي الزر الأحمر J وهبّ مُسرعاَ إلي حمّامه ليرمي بكمية ليست قليله من الماء البارد على وجهه المحمر ! ويُحرك رأسه يميناً ويسارا .. ببطئ وكأنه يخاطب ذهنه .. لماذا (كفي)!

ويجرى مسرعا إلي غرفة نومه .. حيث يجعل جواله المحمول صامتا .. ويطفئ نور الحجره .. حتى لا يرى فيها ذكرى قد تؤلمه ! ويستلقي علي سريره في حاله من الاستجمام العصبى .. ومحاولة منه من تهدئة ذهنه المختزل في تجميع ذكرياته

ويحاول القيام ببطئ ليسحب بيديه لحافة البني .. ويغطي به نفسه من الأقدام حتى الرأس ! ويحاول النوم ....... ...... ....... ....... ....... ...... ...... ..... .

في مكان مظلم .. لا يرى فيه لون كفه ... ! ولا يرى إلا الظلام سائدا .. والحركه مفقودة .. والاصوات معدومة ! فيما عدا شعاعين أمامه لا يرى منبعهما ! يتحرك يمينا يتحركان ! يأخذ يسارا .. يأخذان ! يغلق عينيه ! ويفتحهما ! يبلع ريقه فى رعشة غير موصوفه ! ثم يغلق عينيه مرة أخري ! إنه لا يرى الشعاعين ! ويفتح عينيه يراهما ! هل هذا سحرٌ أم ماذا ! يحاور نفسه من داخله ؟ ما هذا ! ولماذا !!

ثم يقرر أن يغلقهما ! وقد فعل ! وأيضا لا يراهما ! فينادى عينيه .. أن ياليتكِ تبصرين في الظلام ! وتتعامين في الَأضواء حيث لا حاجة لكِ وقتها !

فكر أن يخطو بقدمه اليمنى خطوه للأمام ليتحسس المكان ! وبالفعل فعل ! وياليته ما فعل .. وجدت قدمه اليمنى أرضا ليست بأرضْ ..عند ملامستها تنفصل القدم عن الجسم .. لتصبح قدمه اليمنى متقدمه خطوه عن باقى جسده .. ! وأصبح الآن لا يملك الا قدمه اليسرى ! فسألها أترغبين باللحاق باليمني ! أم تصوني العشرة وتستمرى معي ! .. هزت قدمه اليسرى رأسها معبرة عن الحيرة ! L

وبلا شفقة أو عطف علي حاله .. قالت نعم سأذهب وألحق باليمنى ... ! رد عليها في فزع لماذا ! ماذا ارتكبتُ لكما !

بكل ثقه وبكل جرأه..ردت عليه : تذكر كيف كنا عبيدأ لكَ .. كيف كنت تدوس على رغباتنا في الحرية .. في العيش ! ف الحياة ..

تذكر هذا اليوم الذى كنا فيه نستعد للوضوء ... والذهاب للصلاة في المسجد .. تذكر ابتسامة اليمني عندما رفعت عنها بنطالك وهمستَ لها .. الآن حان الوضوء ! وتذكر دمعتى أنا ..عندما كان الآذان ونحن في الطريق ! نشد فيكَ وأنت تتكاسل ثم وقفت َ مع صديقكَ الحقير ! واستعملتَ معنا جبروتكَ .. استعملتَ معنا قوتكَ الموهومة .. واجبرتنا تغيير إتجاهاتنا ..وذهبنا بكَ لأجلكَ بعيدا عن أحلامنا لكَ .. أهدافنا معكَ .. واجباتنا تجاههكَ . ذهبتَ بنا حيث أصدقائك .. ذهبتَ بنا حيث المنكر ! حيث الخمر ....! تذكر يومها كيف تحولت إبتسامة اليمنى فرحا لملاقاة ربها إلي دمعة حسرة عندما أجبرتها على إحتضان القدم اليسرى لصاحبتك هذه العاهرة وقت احتضانكما ! وتذكر كيف أنا عانيت ُ وأنا أخالفُ ربى لأجلك َ ....!

وتذكر هذا اليوم الآخر ... وهذا .. وهذا .. وهذا .. وهذا .. ! كيف الآن تطلب مني الإخلاص ! وأنت لا تعرفه فينا ! كيف تطلب مني الوفاء وأنت لم تعطه من قبل لنا!

الآن سأودعك َ .. وادعو الله لك بالهداية ! وتفعلها اليسرى ... وتخلع منه .. لتصبح بجانب اليمنى ..! هناك حيث الاطمئنان والأمان !!!!!! بلا اسباب !

ووقف ينظر وجد نفسه معلقا ! لا يستطيع ملامسة الارض ..؟

فكر في أمرين لا ثالث لهما ... إما أن يلحق بهما ويعتذر لهما ! ويخضع لأحلامهما له ! وإما أن يعتمد على نفسه ويحاول هو ملامسة الارض والسير بلا أقدام !...

عنيد .. إختار الثاني ... وأغمض عينيه ... واستجمع كل قواه ... واتخذ القرار .. وهبط بنفسه إلي الأرض ... مع صرخة قويه هزت أركان البيت .. ومعها استيقظ من نومه يصرخ ... فزعا ... يتحسس رجليه !!! يكشف عنهما لحافه البنى !وينظر اليهما والدموع تكاد تقتله ...يأخذ نفس عميق من داخله .. ليخرج معه كل معاناة سنين عمرة في معصية الخالق !

يعتذر لهما قائلا أنا آسف .. الآن فقط نبدأ مشوار أحلامنا معا ! انا وأنتى أيتها اليمنى الحبيبه وأنتى أيتها اليسرى الشقيه ! ....

وينحنى ... ينحنى .. ينحنى .. لتقبيلهما ... !! فهل يستطيع ؟؟

mhmd shms