كعادتي .. بعد منتصف الليل .. أجلسُ وحيداً في هذا الظلام الأبيض حيث الرؤية السوداء .. بالعينْ ! والصراحة الداخلية التي تُنيرُ صباحي ! نوعاً ما ... أري .. لا أري ..! أفكر .. لا أفكر ...؟
أجادلُ نفسي وأتحير .. أتخبط .. لا أدري .. أمريض نفسي أنا ؟ أم ....؟ .. أنظرُ يميني .. يسارى .. لا أري إلا الظلام .. والأشباح بداخله تتكلم .. وبهمس .. تنادينى !
أغمض عيني وأفتحها .. لأجدُ الأشباح تتزايد .. غربية الأشكال والأطوارْ.. منها القصير .. ومنها الطويل ؟ منها الضاحك.. ومنها العبوس ؟ منها ما يتوددُ إليً.. ومنها ما يُدير وجهه عني .. ! أحسستُ برعشة من داخلي.. قلبي ينبض ويزدادُ في نبضه ..! عقلي غائبٌ عن الإدراك.. وأحسُ ببردوة في اليدين .. وانكماش في العينين !..
وبعد فترةغاب عني فيها الاحساس تماماً..وبدوْتُ كقطعة أساس لا تتحرك ..! وجدتُ أحدهم يتقدم قليلاً.. يمد يده ؟ من بعيد .. لتقتربْ .. إلي أن أصبحتْ علي مقربة مني .. وإذا بها تقتل بداخلي ما بقي من أحاسيس..! لأعمضُ عيناىْ .. وأضيع في هواجس مني ..لا أري لها تفسيرات حينها .. ولا بعدها ..ولا الآن ؟
وأثناء ذلك .. بدأ شريان وحيد وكأنه أراد النبض ثانية ..ليعطي لعيناىْ الأمل في أن تتفتح وترى ..إلي أى مدى وصلت تلك اليد .. ! وبعد جرأة غير مسبوقة .. تتفتح ..لتتسمر مكانها !! وترى اليد علي خدي الايسر..تتحسسه ! تداعبه !.. وهنا ..إنتفاضة مؤلمة مصدرها ذاتي !..تُثيرُ بداخلي كثيراً من المعاني .. كنتُ علي وشك إفتقادها ..
أحسستُ بالاختناق .. والراحه ؟..بالسعادة.. والأسي ؟...حقا إنها .. إنتفاضة ...؟
أحاسيس ومعاني متداخلة نوعاً ما ..لكن.. حالة من الطمانينة سادت قلبي !
وإذا بي أتفحص بعينى لأرى بعض الأشباح تتسارع بالابتعاد.. والبعض منهم يتسابق اللحاق بي ... بالأيادي؟ بالابتسامات ...!
ابتسمتُ : وبكل جرأة .. وخوف ! تكلمتُ مع يدي .. في صمت! موجهاً إليها الخيارْ.. وهي بلا تردد أجابت بالفعل دون الكلام .. وجدتها وبحركة لا إرادية .. ترتفع ؟ وتحتضن هذه اليد .. التي مازالت تداعب خدي الأيسر .. في نعومة ورقة ..وحنان ؟
كل هذا وأنا أنتظر هذا الشبح يتكلم ..يُجاوب قلبي .. يحاور عقلي .. ويقول من هو .. ؟ ولماذا أنا ....؟
ترددتُ أن أساله ..واكتفيتُ فقط بصمت اللسان .. تاركاً الفرصة لأحاسيسى التي انتفضتْ بفضله ..تسأله ..؟
وهو الآخريرد وبكل صمت ... وبكل إحساس .. قائلا .. أنا ضميرك الحي .
M7md shms