
عندما جاء الليلُ..وغطى حياتى..وزاد عمرى !! فأصبح اليوم سنينْ..وتمر الساعات،فيفيضُ في قلبي الحنينْ!..فيغيب الوقتْ..فأُبدّله بأفكار النادمينْ..الذين تاهوا في شوارع مدينة العاشقينْ…
فاستدار عقلي وأصبح دائره بلا بداية..وبلا نهاية..! وكأنه سجينْ..في رحم الحزن جنينْ..!
وقلبي حائر بين سطور العاشقينْ..كلمات وحروف تضخها الشرايينْ..فتدمع لها عيون الغائبينْ!..ويسخر منها خبث الشياطينْ! ياله من موقف مريب! اجتمع ضدى كل الخائنينْ..!
والسماء بعثت لنصرتي سحابا أمينْ..يعرف عين اليقينْ..أنى من المظلومينْ..في دنيا داست علي قلبي الحزينْ..وأماتت في صدرى شيئا يُدعى أمل الطريق..لأعود إلي ما وراء أسوار الناجينْ..!
فتباً لطريقي الحقير..الذى دمر بداخلي معنى الحياة كإنسان..أو حتى كذكري انسان..كان يداعبه حلمٌ..ولكن هيهات..!! فأنا في زمن خيانة الملايينْ !!
والشمس خاصمت النهارْ..إحتجاجا على إغتصاب مشاعري من هذا الزمن اللعينْ!! وقاطعت النور والدفء ..إلى أن تعود أيامنا إلى عهد البكاره!! وتعود مشاعرنا..تلك البنوته بشعرها الاصفر الطويل..الممزوج بماء الياسمينْ..والمُعَطر بسذاجة وبراءة الطفل الجميلْ..!!
والأرض وقفت عن الدورانْ..فلم تعد تحتمل هذا الهذيانْ..وقدمت العزاء لأهالي قلبي المرحوم!..الذى مات غريقا في بحر بلا ماءْ!..فأحرقته أشواق النيرانْ..!
والصبرُ…جزعَ! وأصبح هو الانسان..الذى دارت به الدنيا في كل مكانْ..ولم يثبت علي أي حالْ..! فهنا وهناك ..ضاع منه كل ما يمتناه..وأصبح هو نفسه المُحالْ..في دنيا غريبه..عجيبه..!بها القهر والظلم والطغيان..بها فقر المشاعر..وفقدان الحب..وانتصار البعد…فقد أصبح الفراق هو السلطانْ..!
والقمرُ نادي غاضبا أن يا بشرْ..لماذا أصبحتم قدوة للحجرْ..في جمود مشاعركم..وف غياب قلوبكم..وف انعدام أحلامكم..! وفي عنادكم لرحلة القدرْ !!
محمد شمس