
بدأتُ السيرَ.. قدمى تخطو خُطوتها الأولي .. مُترددة بعض الشئ..! لقد تَحركتْ بالفعل.. إرتفعتْ قدمي اليُمنى عن الارض قليلاً.. تَرتَعِشُ ويَرتَعِشُ معها وجدانى كله..إنها الآن مُعلقه.. لا تَدرى.. أتَستكملُ ما بدأتْ فيه من التقدُم وتَهبطُ ع الأرض.. لتُعلنَ بذلك إنتهاء الخُطوة الأولي ! أم تعود للخلف.. وتَتراجع عن قرارها !
إنها.. أعلنتها صريحة.. لقد تم تنفيذ الخُطوة الأولي بنجاحِ تام..! هبطتْ قدمي اليُمني.. وهزتْ الكون كله.. !لأقفُ متجمداً.. خائفاً .. من رد فعل الظلام.. الذي يُلاحق قَلبي .. ! وبعد لحظاتٍ ليستْ بالقليلة.. تَتفتحُ عَيْنايْ..وأتنفسُ الصّعداء..نَفَسٌ عميقٌ يَخْرُجُ وكأن الروحَ قد عادتْ.. !
قَدَمي اليُمني ف الأمام.. واليُسري خلفها..! هل ستفعلها هى الأُخْري.. وتتخذُ هذا القرارَ.. أمْ أنّ الجُبْن سيتملكُ منها..! تفكير عميق.. وإبحار ف هواجس الشياطينْ ..! إنّ عقلَ قَدَمي اليُسرى ظهرَ عليها علاماتُ الحيرةِ الممزوجة بالألم ..! هل ستتخذُ القرارَ وتنجحُ ف العبور.. وتتخذُ من الماضي المتمثل ف جراءة وشجاعة اليُمنى.. مثلاً وقدوةً لها لكسرِ حاجز الجُبن !
لحظات واحتمالات.. تمر ع قدمي اليسري وكأنها سنوات .. وتأكيدات بأن الموت قادمٌ لا محالة ! لكن قلبها بدأ بالنبض السريع.. الممزوج بتفكير عميق من عقلها الجرئ.. !لكسر ذاك الحاجز المنيع ! المدعو بالحب الحقيقي ! هل ستفعلها هي الأخري وتقدم ع السير بداخل ذلك الظلام المجهول ! ذلك الكهف المهجور.. ذلك الكنز المفقود لديها.. !
هل ستسارع هى الأخري باللحاق بصاحبتها اليمني..وتتجه مسرعة نحو هذا الظلام القريب القريب جدا من أعينهما..! ومن قلبهما ..!
وهل سيظل الظلام ظلاما كلما توغلنا خطوة خطوة..!؟ هل سيزداد صعوبة كلما تقدمنا خطوة ! أم أن مع كل خطوة سينبع النور.. ويُولد معها شعاع من أطياف الهوى !
لا أعلم ! وأعتقد أن قدمى اليسرى لا تعلم ! فلا يعلم الغيب إلا الله ...
لكن علينا أنا وهى بالتجربة..! قدوة باليمنى.. التى سبقتنا وقفزت خطوة هي الأولي ف تاريخ جسدى.. وكيانى .. ووجودى ف هذة الحياة !
يا أقدامي... يا عقلي.. يا قلبي.. ! يا كيانى !!.. ويا ظلام حبيبي ! إن كان فيك شيئا من النور فبلغنى إياه ! وإن كان ظلامك ظلاما موحشا.. فابعد عنى وارحل ...!
ومازالت قدمى اليسرى تفكر وتفكر.. هل ستتخذ الجراءة وتفعلها.. أم سأظل هكذا معلقا بين الحب واللا حب ! بين الظلام واللاظلام...!